تفسير قوله تعالى هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم

فتاوى نور على الدرب ( العثيمين ) ، الجزء : 5 ، الصفحة : 2 عدد الزيارات: 50302 طباعة المقال أرسل لصديق

السائلة تقول  تستفسر عن الآية الكريمة (يا أيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) هل يدخل في هذه الآية جهاد النفس الأمارة بالسوء وجهاد الهوى والشيطان؟
 
فأجاب رحمه الله تعالى: هذه الآية الكريمة يقول اله تعالى فيها (يا أيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) واعلم أن الله تعالى إذا صَدَّرَ الكلام بقوله (يا أيها الذين آمنوا) فإنه ينبغي لك أن تستمع إلى هذا النداء الموجه من الله عز وجل إليك لأنه إذا ناداك فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه وإما خير تنتفع به ولهذا يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال إذا قال الله تعالى (يا أيها الذين أمنوا) فأرعها سمعك فإما خير تؤمر به وأما شر تنهى عنه وقوله (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) هذا استفهام بمعنى التشويق يعني أن الله تعالى يشوقنا إلى هذه التجارة وهي التجارة الرابحة تجارة الآخرة (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) والمراد بالجهاد في سبيل الله هنا هو جهاد الأعداء أي بذل الجهد في قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون وأما جهاد النفس فهو داخل في قوله (تؤمنون بالله ورسوله) إذ أن من كمال الإيمان وتحقيق الإيمان أن يجاهد الإنسان نفسه عن فعل المعاصي وعلى فعل الواجبات.