قول صدق الله العظيم في نهاية التلاوة

المنتقى من فتاوى الفوزان ، الجزء : 2 عدد الزيارات: 24011 طباعة المقال أرسل لصديق

  هل من الصواب أن يقول المسلم‏:‏ ‏"‏صدق الله العظيم‏"‏ بعد قراءة القرآن وهل هي واردة‏؟

‏ لم يرد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أحدًا من صحابته أو السلف الصالح كانوا يلتزمون بهذه الكلمة بعد الانتهاء من تلاوة القرآن‏.
‏ فالتزامها دائمًا واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن يعتبر بدعة ما أنزل به من سلطان‏.
‏ أما أن يقولها الإنسان في بعض الأحيان إذا تليت عليه آية أو تفكر في آية ووجد لها أثرًا واضحًا في نفسه وفي غيره فلا بأس أن يقول‏:‏ صدق الله لقد حصل كذا وكذا‏.
‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية 95‏]‏‏.
‏ يقول سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ آية 87‏]‏‏.
‏ والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏إن أصدق الحديث كتاب الله‏)‏ فقول‏:‏ ‏"‏صدق الله‏"‏ في بعض المناسبات إذا ظهر له مبرر كما لو رأيت شيئًا وقع، وقد نبه الله عليه سبحانه وتعالى في القرآن لا بأس بذلك‏.
‏ أما أن نتخذ ‏"‏صدق الله‏"‏ كأنها من أحكام التلاوة فهذا شيء لم يرد به دليل، والتزامه بدعة، إنما الذي ورد من الأذكار في تلاوة القرآن أن نستعيد بالله في بداية التلاوة‏:‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ آية 98‏]‏‏.
‏ وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعيذ بالله من الشيطان في بداية التلاوة ويقول‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في أول سورة سوى براءة أما بد نهاية التلاوة فلم يرد التزام ذكر مخصوص لا صدق الله ولا غير ذلك‏.