معنى قوله تعالى القارعة ما القارعة

المنتقى من فتاوى الفوزان ، الجزء : 2 عدد الزيارات: 119574 طباعة المقال أرسل لصديق

  ما معنى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ‏.
‏‏}‏ ‏[‏سورة القارعة‏:‏ الآيات 1-3‏]‏ إلى آخر السورة‏؟

‏ القارعة‏:‏ يوم القيامة سمي بالقارعة؛ لأنه يقرع الأسماع بأهواله وهذا أحد أسمائه، وقد سمي بأسماء كثيرة‏:‏ القارعة، والصاخة، والطامة الكبرى، والساعة، والحاقة، وغير ذلك من أسمائه؛ لأنه يوم عظيم ويوم فيه أهوال عظيمة‏.
‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ‏}‏ هذا التكرار من أجل تعظيم هذا اليوم، وشد الانتباه لما يجري فيه من الأهوال حتى يكون المسلم على استعداد لملاقاته‏.
‏ ثم إن الله سبحانه وتعالى بيّن ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ، وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ‏}‏ ‏[‏سورة القارعة‏:‏ الآيتين 4، 5‏]‏ بيّن ما يكون في هذا اليوم من الحشر وجمع الخلائق، ومن تغير هذه الكائنات حتى إن الجبال الرواسي تذوب، وتكون كالعهن، وهو الصوف المنفوش من الينها وذوبانها بعد أن كانت جامدة قوية صلبة، ثم بيّن سبحانه وتعالى انقسام الناس إلى قسمين‏:‏ سعداء وأشقياء، أما السعداء فهم الذين ثقلت موازين حسناتهم، فرجحت بسيئاتهم ففازوا برضاء الله سبحانه وتعالى ونعيم الجنة خالدين مخلدين فيه‏.
‏ والأشقياء هم الذي خفت موازينهم بمعنى أن سيئاتهم رجحت على حسناتهم والعياذ بالله، فهؤلاء خابوا وخسروا، وانقلبوا إلى أسوء عاقبة وهي أن النار مقرهم ومصيرهم أبد الآباد‏.