القسم بالسماء والأرض على أن القرآن قول فصل

اللقاء الشهري للشيخ ابن عثيمين عدد الزيارات: 20769 طباعة المقال أرسل لصديق

القسم بالسماء والأرض على أن القرآن قول فصل ثم قال عز وجل: { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } [الطارق:11-12] الواو هنا للقسم مثل ما قال في أول السورة: { وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ } [الطارق:1] أقسم الله بالسماء مرة ثانية ووصفها بأنها ذات رجع أي: ذات مطر، لأن المطر ترجع به الأرض حية بعد موتها، فالسماء تنزل منها الأمطار وترجع به الأرض حية بعد أن كانت ميتة.
{ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } [الطارق:12] الأرض ذات الصدع: أي صاحبة الصدع، والصدع هو التشقق؛ لأن الأرض إذا نزل عليها المطر تشققت بالنبات، مطر ينزل وأرض تخرج (تتشقق).
{ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } [الطارق:12-13] إنه: أي القرآن (( لَقَوْلٌ فَصْلٌ )) [الطارق:13] أي: يفصل بين الحق والباطل، وبين المؤمن والكافر، وبين المقاتلين المسلمين وأعدائهم، فإنه فصل يفصل وليس فيه هزل ولا فيه تهكم، هو ليس بالهزل بل إنه قول فصل، ولهذا قال: { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } [الطارق:14] خلافاً للكفار الذين قالوا: { إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } [الأنفال:31].