قراءة القرآن الكريم مخافة النسيان

مجموع فتاوى ابن تيمية ، الجزء : 13 ، الصفحة : 424 عدد الزيارات: 10856 طباعة المقال أرسل لصديق

وسئل عن رجل يتلو القرآن مخافة النسيان ورجاء الثواب فهل يؤجر على قراءته للدراسة ومخافة النسيان أم لا ؟ وقد ذكر رجل ممن ينسب إلى العلم أن القارئ إذا قرأ للدراسة مخافة النسيان أنه لا يؤجر فهل قوله صحيح أم لا ؟

فأجاب : بل إذا قرأ القرآن لله تعالى فإنه يثاب على ذلك بكل حال ولو قصد بقراءته أنه يقرؤه لئلا ينساه فإن نسيان القرآن من الذنوب فإذا قصد بالقرآن أداء الواجب عليه من دوام حفظه للقرآن واجتناب ما نهي عنه من إهماله حتى ينساه فقد قصد طاعة الله فكيف لا يثاب .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { استذكروا القرآن فلهو أشد تفلتا من صدور الرجال من النعم من عقلها } " وقال صلى الله عليه وسلم " { عرضت علي سيئات أمتي فرأيت من مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها } " وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه } " .
والله أعلم .