القراءة سنة مروية وليست اختيارية

البحر المحيط ، الجزء : 2 ، الصفحة : 216 عدد الزيارات: 13167 طباعة المقال أرسل لصديق

مسألة [ ليست القراءات اختيارية ] وليست القراءات اختيارية ، ولهذا قال سيبويه في كتابه " في قوله تعالى : { ما هذا بشرا } وبنو تميم يرفعونها إلا من درى كيف هي في المصحف ، وإنما كان ذلك ، لأن القراءة سنة مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تكون القراءة بغير ما روي عنه .
ا هـ .
خلافا للزمخشري حيث اعتقد أن القراءات اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء .
ورد على حمزة قراءته { والأرحام } بالخفض ، ومثله ما حكي عن أبي زيد ، والأصمعي ، ويعقوب الحضرمي أنهم خطئوا حمزة في قراءته { وما أنتم بمصرخي } بكسر الياء المشددة .
وقالوا : إنه ليس ذلك في كلام العرب ، وأنه كان يلحن في القراءات ، وما يروى أيضا أن يزيد بن هارون أرسل إلى أبي الشعثاء بواسط لا تقرأ في مسجدنا قراءة حمزة .
وما حكي عن المبرد أنه قال : لا تحل القراءة بها يعني قراءة { والأرحام } بالكسر .
والصواب : أن حمزة إمام مجمع على جلالته ومعقود على صحة روايته ، ولقد هجن المبرد فيما قال ، إن صح عنه ، فقد ند قلت : هذه القراءة عن جماعة من الصحابة والتابعين ، منهم ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن ، ومجاهد وقتادة ، والنخعي ، والأعمش ، والقراءة سنة متبوعة متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توقيفا ، فلا يجوز لأحد أن يقرأ إلا بما سمعه ، ولا مجال للاجتهاد في ذلك ، وقراءة حمزة متواترة ، وهي موافقة لكلام العرب .
وقد جاء في أشعارهم ونوادرهم مثلها كثيرا ، ولهذا اعتد بها ابن مالك في هذه المسألة ، واختار جواز العطف على المضمر المجرور من غير إعطاء الجار وفاقا للكوفيين .