شرح قوله تعالى أحل لكم صيد البحر وطعامه

فتاوى الشيخ ابن باز عدد الزيارات: 38090 طباعة المقال أرسل لصديق

قوله الحق سبحانه تعالى: ((أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا))[المائدة:96]، ويستفسر هل معنى ذلك: أنه يجوز للحاج أن يصطاد السمك ويأكل منه، ويطلب أن تتفضلوا بشرح معنى الآية الكريمة؟


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد: فالله جل وعلا يقول في كتابه العظيم: أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة، وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرماً... الآية، فربنا عز وجل، قد أباح للحُرم صيد البحر، وحرم عليهم صيد البر، فالمحرم له أن يصيد صيد البحر من السمك ويأكله، له صيده وله أكله، صيده ما يصيده فيه وطعامه ما يطفو عليه من السمك الميت، فإن البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في البحر: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)، فما يطفو عليه هو طعام من السمك الصغار والكبار، قال هكذا هو حل له، وما يصيده بأنواع الآلات والشباك فهو حل له أيضاً سواء كان محرماً أو حلالاً بنص الآية الكريمة، أما صيد البر فلا،كالضبا والأرانب ونحوها ليس للمحرم أن يصيد صيد البر وإن كان في غير الحرم، فليس له صيد الحرم أيضاً سواء كان محرماً أو حلالاً، فصيد البر لا يجوز للمحرم إذا كان في غير الحرم، وإذا كان في الحرم حرم على المحرم وعلى غير المحرم.